الجلسة الثالثة من محاكمة صدام ورفاقه في قضية الدجيل
ـ هذه الحلقة رديئة الصورة وبالكاد تستطيع تبين ملامح وجوه المتحدثين فيها لكن مستوى الصوت فيها ممتاز مما يغريني بمتابعتها، وقيد الملحوظات عليها.
ـ القاضي رزكار محمد أمين غير منحاز ويمنح المتهمين والمدافعين عنهم الفرصة كاملة لتوضيح وجهة نظرهم حيال الدعاوى التي تقدم عليهم، وأيضاً هو يتفهم الإشكالات والاعتراضات التي يقدمونها إنه يقدم صورة وضيئة للمحاكمة وللقضاة العراقيين، فهل يستمر الأمر على هذا النحو أم يتغيرالحال وتنقلب الأمور فيما بعد؟ الجلسات القادمة ستكشف لنا كل شيء.
ـ صدام هو البطل الرئيس في هذه المحاكمة ليس في كونه المتهم الرئيسي فيها بل أيضاً لدفاعه القوي عن نفسه وذوده في الوقت عينه عن المتهمين الآخرين في القضية إن شعور القائد لم يغادره حتى وهو في طريقه للإعدام!
ـ المتهمون الآخرون يوقرون صدام حسين ولو لفظياً! يتضح هذا من جريان اسم السيد الرئيس على ألسنهم.. إنه تصرف يرفع من قيمتهم أمام المشاهدين فهم لم يتراشقوا بالاتهامات أو يلوموا بعضهم بعضاً.. لكن هل يستمر سلوكهم المحمود هذا إلى نهاية المحكمة؟ سنواصل المشاهدة ونرى.
ـ طه ياسين رمضان حانق على اتهامه بالاشتراك في قضية محاكمة أهل الدجيل، ويطلب لنفسه البراءة منها، وليتي أستطيع سؤاله عن عشرات المحاكم التي ترأسها وذهب ضحيتها مئات الأبرياء الذين حرمهم من عُشر بالمئة من الفرص التي منحتها له هذه المحكمة للدفاع عن نفسه، وإذا كان صدام حسين هو السياف الذي ذُبح به الأبرياء فإن طه ياسين هو السيف الذي كان يضرب به.
ـ برزان التكريتي يستجوب الشهود باستعلاء واضح وشموخ غريب، ويرسل تلقائيته على سجيتها حتى لكأنه لا يزال مديراً للمخابرات! ومما يهون علي حالة الغثيان التي شعرت بها رؤيتي لمقطع فيديو قصير له في إحدى الجلسات التي لم أشاهدها حتى الآن وهو يظهر فيها بملابسه الداخلية بعد أن اقتاده سجانوه إلى المحكمة رغماً عن أنفه بعد أن أعلن مقاطعته لها.
ـ يبدو أن ذهن القاضي رزكار ليس حاضراً دائماً بدليل أنه ينسى بعض المعلومات التي وردت على ألسن الشهود ولا يناقشها إلا إذا ذكَّره المتهمون بها، وفي بعض الأحيان تأخذ القاضي عاصفة من الغفلة فينكر أن الشهود قالوا شيئاً مما يدعيه المتهمون، ومن هذا اتهام أحد الشهود لطه ياسين رمضان بالاشتراك في محاكمة الدجيل.
ـ برزان التكريتي متمرس على هذا اللون من التحقيقات، ولا شك أن تجربته في المخابرات نفعته كثيراً فهو معتاد على هذه الأجواء، وعارف بالمسالك الخلفية والجانبية لها.
ـ أسئلة برزان التكريتي للشهود ملغومة وذكية للغاية فقد باغت أحد الشهود الذي ادعى أنه كان ممن اعتقل في الوجبة الأولى ـ وسأله: كم عدد طوابق مبنى المخابرات الذي اعتقلت فيه؟ طبعاً الشاهد قد تنطلي عليه الحيلة في هذا السؤال ويتوهم أنه إن قال لا أعرف كان هذا دليلاً عليه! وما ذاك قصد برزان وإنما قصده أن يذكر الشاهد رقماً صحيحاً أو خاطئاً ولكلٍ إجابته! فإذا كان خاطئاً اتهمه بما سبق، وإن كان صحيحاً تساءل كيف لمعتقل مغمى العينين ويُساق بالقسر أن يفكر في عدِّ طوابق المبنى الذي يُقال إليه؟ طبعاً الصدق منجاة، وهذا ما فعله الشاهد؛ فأفسد بذلك حيلة برزان.
ـ برزان يتهم أحد الشهود بما هو بعينه فيه! فهو يصفه بأنه ممثل جيد وينصحه بالتوجه للعمل في السينما! ويعلم كل من تابع هذه المحاكمة من الذي ينطبق عليه هذا الوصف بدقة؟!
ـ لصدام إكليشات حركية لم تفارقه حتى وهو بين يدي القاضي، ومن ذلك هزُّه لرأسه من جهة اليسار إذا ذكر شيئاً فيه تهديد ووعيد.
ـ صدام حسين يتهم القاضي رزكار محمد أمين بالتحيز وعدم إعطاء المتهمين ومحامييهم الفرصة الكافية للدفاع! كما يتهم القاضي بالانحياز إلى الشهود ومنحهم جل وقت المحاكمة! طبعاً ما ادعاه صدام لم نر عليه دليلاً في المحاكمة التي وجدنا صداماً ورفاقه هم أكثر من تحدث فيها! حاشا أن يكون الإخراج التلفازي هو الذي صور لنا ذلك فهذا أمر آخر!
ـ القاضي رزكار أمين ليس ضعيفاً بل هو مهني للغاية، فهو يمنح الفرصة للمتهم ليتحدث بما يشاء حتى لو هاجم القاضي والمحكمة في كلامه؛ لكنه في الوقت نفسه لا يغفل عن الرد على تهمة، والتأكيد على المتهم بأن لا يخرج عن موضوع المحاكمة.
ـ صدام وبرزان لهم استراتيجة في الترافع والقاضي رزكار أيضاً له استراتيجيته في إدارة شؤون المحاكمة! واستطعت تبين الخط الرئيس الذي لا يريد القاضي الحيدة عنه؛ وهو منح المتهمين الفرصة الكافية للدفاع عن أنفسهم، ولأجل هذا نجده يصبر على مقاطاعاتهم واستطراداتهم بل ومماحكاتهم، أعيد تسجيل إعجابي بمهنية القاضي رزكار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
التعليقات متاحة للجميع