الجلسة الحادية والعشرون

الجلسة الحادية والعشرون من محاكمة صدام ورفاقه في قضية الدجيل











ـ أحد أعضاء اللجنة المكلفة من المحكمة بمضاهاة المستندات ومدى نسبتها للمتهمين يقرأ ملاحظات اللجنة ومنها: أن التقرير الأخباري الأمني والمعنون إلى عضو القيادة القطرية سعدون شاكر المنسوب إلى عبدالله كاظم رويد يطابق نماذج كتابات وتواقيع عبدالله كاظم رويد المحررة والموقعة في ورقة إرشادات السجين وورقة إشعار المعتقل بالاستلام والمؤرختين في 14/3/2005م ومثل هذا قاله عضو هذه اللجنة عن التقارير التي نسبت إلى المتهم الآخر علي دايح وأكدت اللجنة المكلفة نسبتها إليه، أما بخصوص الأرواق المنسوبة إلى مزهر عبدالله كاظم فقد تعذر على اللجنة إجراء هذه المضاهاة بسبب عدم توفر الكتابات التي يضاهى بها، ثم أنهى عضو اللجنة قراءة ملحوظاته بالإشارة إلى أنه بسبب عدم توفر الأجهزة الفنية والخاصة بتحديد تاريخ وعمر المستند عليه يتعذر البيان فيما إذا حررت البيانات الورادة للفحص قديماً أو حديثاً.



ـ المدعي العام جعفر الموسوي يقول أن اللجنة المكلفة بالفحص أغفلت بعض المستندات التي قدمت لإجراء المضاهات عليها فيما يتعلق بالمتهم صدام، ثم يطلب المدعي العام من المحكمة انتخاب خمسة خبراء وسيقومون في الادعاء العام بتزويدهم بمقاييس جديدة لمضاهاة الأوراق العائدة للمتهم مزهر عبدالله كاظم .


ـ محامي صدام خليل الدليمي يطعن في ملحوظات اللجنة بتفاصيله جميعها ويعلن استعداده لتقديم خبراء مستقلين غير مرتبطين بوزارة الداخلية أو الدولة ومعلوم أن الموظف الحكومي يخضع لإرداة الدولة لغرض إجراء المضاهاة ومقارنة التواقيع المسنوبة إلى موكلينا في الأرواق.

ـ محامي صدام خليل الدليمي يطالب المحكمة بانتداب خبراء دوليين من المشهود لهم بالكفاءة العلمية والنزاهة وسمو الأخلاق من كافة دول العالم المعترف بها رسمياً باستثناء إيران لعدائها الواضح للعرب والمسلمين!! وصدام يستدرك على الدليمي ويذكره بإسرائيل والمعترف بها من المجتمع الدولي لكنه غير معترف بها.

ـ ينبه محامي صدام الدليمي المحكمة إلى أن كافة الأختام العائدة لموكله صدام وحسين وبقية موكليه والتي تشتمل على تواقعيهم قد سرقت أثناء احتلال بغداد وأصبحت في أيدي جهات معروفة، ثم يؤكد الدليمي أن هذا الطلب قدمه نيابة عن هيئة الدفاع.

ـ برزان التكريتي يرفع إصبعه أكثر من مرة مستأذناً بالحديث لكن القاضي رؤوف عبدالرحمن لم يتنبه له إلا بعد فترة، وحين تنبه أذن له فوراً.

ـ برزان يفند عائدية بعض الأوراق المنسوبة له والتي تدينه في هذه القضية ويستدل على ذلك بقوله أن إحدى المستندات الموجهة إلى رئيس الجمهورية تشتمل على جزئيات ليست من اختصاصي ومن ذلك الطلب من الرئيس أن يوجه الأمن العام إلى تحويل أحد المتهمين إلى المخابرات العامة فهذا الطلب لا يستوجب موافقة رئيس الدولة والكتابة له كما أن الخطاب مكتوب باليد ومعلوم أنه عندما يخاطب الأدنى رئيس الدولة فهناك أسلوب وصياغة وطريقة لا يمكن أن تكون بخط اليد، وهناك أيضاً مستند ينسب إلي بأني أطلب فيه تكريم بعض المنتسبين لكوادر المخابرات لأنهم قاموا بعمل وجهد في هذا الموضوع(الدجيل) بعد أسبوع من محاولة الاغتيال التي تعرض لها السيد الرئيس فما هو المنطق الذي أستند عليه لأطلب من رئيس الجمهورية تكريم منتسبين لقطاعي بعد أسبوع من عملية اغتيال الرئيس في حين أن هذه العملية لم تحسم إلا بعد أربع سنوات والتحقيق والاعتقال لم تكتمل إلا بعد سنة من وقوع هذه الحادثة وهذه الأشياء أتركها لتقدير أي منصف.

ـ برزان التكريتي يرى أن الادعاء العام منحاز ضدهم وأنه غير منصف ويتهم المدعي العام بالكذب حين زعم في تصريح لإذاعة سوا قبل ثلاثة أيام بأن المضاهاة التي قامت بها اللجنة المكلفة أثبتت عائدية الأوراق المتعلقة بالقضية إلى المتهمين، والادعاء العام يعترض على هذا الاتهام والقاضي يوافق الادعاء العام في اعتراضه ويطلب من برزان التوقف عن إطلاق هذا الوصف، والادعاء العام يطلب من المحكمة مخاطبة إذاعة سوا لجلب هذا التسجيل المزعوم الذي لا يمكن أن يصدر من مدعي عام محترم بحسب وصف المدعي العام جعفر الموسوي.

ـ (برزان التكريتي من وجهة نظري أكثر تماسكاً وأقدر على الحديث من كافة المتهمين بمن فيهم صدام حسين نفسه فكلامه مركز للغاية ويشد المستمع إليه بل ويحمله على التعاطف معه إن لم يقتنع بما يقوله، كما أن إيماءات جسده وتعابير وجهه تكشف عن ثقة في النفس واعتداد بالذات، والعجيب أنه يظهر على هذا النحوالمثير للإعجاب في الوقت الذي يفتك فيه السرطان بعظامه!! هل للأدوية التي يتعاطاها برزان للتخفيف من آلام السرطان دور في ذلك أم أنها مواهب وإمكانات منحها الله له؟!

ـ المتهم علي دايح يؤكد أن كتابة التقارير ليس من تربيته ولا من صفاته، وهو يرى أن التقرير الذي نُسب له مقتطع من تقارير اللجان الحزبية الخاصة بذلك وهذا التقرير ـ بقوله ـ استل منها ووضع عليه اسمي نكاية بي لعدم وجود دليل قاطعي يدينني حتى الجلسة الثالثة عشرة، وهذا التقرير عُرض فقط بعد هذه الجلسات بعد أن فشلوا في العثور على أي دليل يدينني، ثم التمس المتهم علي دايح من القاضي أن يعرض التقرير المزعوم على لجنة محايدة لمضاهاته، ثم ختم حديثه بأبيات شعرية شيعية وأكد أنه بخلافة علي بن أبي طالب سيصبح بريئاً إن شاء الله.

ـ وجوه متهمي الدجيل يعلوها الإرهاق ويبدو عليها القلق وتـُظهر إيماءات أجسادهم إما أنهم ملوا هذه المحاكمة بجلساتها الطويلة أو أنهم استسلموا لمصيرهم الذي تبدو المحكمة متجهة له.

برزان التكريتي يعبر عن شكه في أمانة وحيدة من قام بالمضاهاة من خبراء الأدلة الجنائية لكنه يضيف هذه المرة بأنه لو سلّم جدلاً بأن الخطاب الذي رفعه إلى رئيس الجمهورية طالباً فيه تكريم بعض العاملين معه في المخابرات بعد عشرة أيام من حادثة الدجيل فهذا دليل على أن المخابرات لا علاقة لها بالتحقيق في هذه القضية لأنه لو كان كذلك فلا يليق أن يقدم هذا الطلب ولم يمض على حادثة اغتيال الرئيس سوى عشرة أيام لا يمكن خلالها للمخابرات أن تفعل شيئاً.

ـ برزان التكريتي يفاجئ الجميع بالترافع عن أربعة من المتهمين هم عبدالله كاظم رويد وعلي دايح ومزهر عبدالله كاظم ومحمد عزاوي وحين طلب منه القاضي رؤوف عبدالرحمن أن يركز الدفاع عن نفسه أجابه برزان بأن عمله هذا سيفيد القاضي! كما أنه وإياهم متهمين في قضية واحدة فسمح له القاضي بذلك فكان مما قاله برزان في الدفاع عنهم: سيادة الرئيس هؤلاء أناس كادحون! مثل أغلبية العراقيين إنهم فلاحون يعيشون نتيجة تعبهم في أرضهم وبعرقهم صحيح أنهم بعثيون ولكنهم ليسوا معاونين للرئيس صدام حسين وهو الأمر الذي يذكره الإدعاء العام حين يصفهم بأعوان الرئيس صدام حسين هؤلاء أناس فقراء بسطاء فلاحين إنهم يعيشون في قرية واحدة وحي واحد وفي منظمة حزبية واحدة واثنين منهم أب وابن رفيق عبدالله ورفيق مزهر وأخيراً الورق المستعمل الذي كتبت عليه التقارير هو من نوع واحد وقطع واحد ثم كيف ظهرت النتيجة بأن اثنين من التقارير مطابقة وواحد غير مطابق والتقارير الحزبية لها آلية واحدة بحيث يكون لها بداية معينة ونهاية معينة وهذا أمر معروف يعرفه المدعي العام لأنه سبق وعمل في منظمة حزبية! ثم أكد برزان أن نتائج المضاهاة التي ظهر فيها واحد غير مطابق واثنين مطابقان ما هو إلا سيناريو وعملية إخراج قام بها المخرج القدير الأستاذ جعفر لكي يعطي مصداقية للموضوع إن هؤلاء يا سيادة الرئيس أبرياء براءة الذئب من دم يوسف والإدعاء العام منحاز بشكل واضح ويريد استخدام كافة الوسائل للإدانة.

ـ القاضي رؤوف عبدالرحمن يطلب من برزان التكريتي التركيز على الموضوع ويقول له: أنت رفضت إعطاء المحكمة تواقيعك فقامت المحكمة بجلب هذه التواقيع من أماكن عدة بما فيها وزارة الخارجية وبالنسبة للخبراء المحكمة أتت بخبراء من كافة أنحاء العراق ولم تقتصر على محافظة دون أخرى.

ـ برزان التكريتي يرد على القاضي رؤوف عبدالرحمن بأنه لم يرفض منحهم تواقيعه لكنه تحفظ على ذلك وأبان عن السبب وهو فقدان الثقة بين وبين أعضاء المحكمة، وأضاف قائلاً: أنا أطلب لجنة محايدة غير عراقية كما أن التوقيع الموجود عند المدعي العام يختلف عن توقيعي في وزارة الخارجية!

ـ برزان التكريتي يؤكد للقاضي أنه لا يخاف من العقوبة وإنما يخاف من تشويه صورته زوراً، وهو بزعمه لا يمكن أن يقتل 148 عراقي فهم أخوانه وأهالي بلاده وإنما تم اعتقالهم على أساس وهو لم يعتقلهم وأهالي الدجيل يعرفون من اعتقلهم ومن حقق معهم ومن جرف بساتينهم أما أن توضع القضية فوق رأسه لأنه هو الموجود فهو أمر لا يقبله نعم يقبله بعد أن تتبينوا من الحقائق.

ـ عبدالله المشايخي يكرر طلب برزان بإحالة المضاهاة على لجان خارج العراق لديها إمكانيات فنية لمعرفة تاريخ الورق ويتهم الادعاء العام بأنه ساوم سعدون شاكر على تحويله من شاهد إلى متهم إن لم يقل إنه استلم التقرير المشار إليه من عبدالله المشايخي رغم أن سعدون شاكر اعترف في التحقيقات أن آخر مرة التقى فيها بعبدالله المشايخي كان في السجن عام 1963م وتساءل عبدالله المشايخي أيليق بالادعاء العام أن يمارس هذه الطرق التي يرفضها الشرع والعرف! ثم طلب المشايخي من القاضي إحضار سعدون شاكر ليدلي بشهاداته في هذه التقارير التي لا أساس لها من الصحة.

ـ دفاع المتهمين عن أنفسهم مقنع جداً وثقتهم ببراءتهم كبيرة، ويبدو أن تماسك صدام وبرزان منحهم دفعة من التشجيع للحديث بهذه الطلاقة إنهم أكثر إقناعاً للمشاهد من الادعاء العام بغض النظر عن مدى صدقهم فيما يدعونه من براءتهم.

ـ يبدو أن المتهم علي دايح يراهن على استثارة رحمة قضاة المحكمة من خلال مرافعات عاطفية يتحدث فيها عن تفوقه الدراسي وعشقه لمهنة التعليم وإخلاصه لها وسعيه الحثيث لإكمال دراساته العليا وعليه فلا يمكن لمن كانت هذه صفاته أن ينحط إلى كتابة تقاريرعن أناسه وبني قومه من البسطاء والمساكين الذين ليس بينه وبينهم أية مشاكل فهم لم يؤذوه في شيء فكيف يؤذيهم؟!

ـ برزان التكريتي يستشهد بآيات قرآنية لكنه يقرؤها بطريقة خاطئة ومعيبة، والمثير أن هذه الآيات مشهورة في القرآن بسبب أنها من الآيات الأولى في المصحف ولا يكاد يجهل قراءتها إلا من تدنت ثقافته الشرعية إلى هذا المستوى الهزيل الذي ظهر به برزان.

ـ برزان التكريتي يتهم الادعاء العام بدفع أموال للشهود حتى يدلوا بأقوالهم ويبدو أن الادعاء العام وقاضي المحكمة ملوا من الاعتراض على اتهاماته المتكررة فآثروا السكوت عنها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التعليقات متاحة للجميع