الجلسة الحادية عشرة



الجلسة الحادية عشر من محاكمة صدام ورفاقه في قضية الدجيل







ـ صدام يشكو للقاضي قائلاً: لدينا محامين أوكلناهم من قبل، وسحبوا من الجلسة بعد أن ضُربوا داخل القاعة وأمام عينك يا قاضي، والقاضي يرد عليه باستنكار: من الذي ضربهم لا أحد ضربهم؟ وصدام يقاطعه: برزان ضُرب أمامك! والقاضي يكرر نفيه بوقوع ضرب على أحد! ويظهر في الصورة برزان بملابسه الداخلية وقد رفع إصبعه طالباً المداخلة.

ـ صدام يواصل ملاسنته مع القاضي رؤوف عبدالرحمن، ويقول أن هذه ليست محكمة هذه لعبة!

ـ برزان يمتدح القاضي السابق رزكار، وصدام يؤيد كلامه بقوله عفيه عفيه! بينما تلتمع في وجه القاضي رؤوف عبدالرحمن ابتسامة ضجر واضحة!

ـ برزان يخاطب القاضي رؤوف بقوة قائلاً: إذا كنت تخاف الله وأنا أشك في ذلك! فطبق القانون أطلق سراحي حتى أكمل علاجي(برزان مصاب بالسرطان) وأنا لدي الاستعداد للتوقيع على تعهد بالعودة إلى المحكمة، وأكون بذلك ممنوناً، وأنا عندي قضية لي شرف الدفاع عنها.

ـ صدام يسأل القاضي رؤوف: هل يُجبر المتهم على حضور المحكمة بدون محاميه؟ فُيجيبه القاضي: المحامون موجودون، فيرد عليه صدام بأن يشير بيديه إلى المحامين قائلاً: لا هذولا ومع احترامي لهم وكل عراقي على راسي خاصة الشرفاء منهم، والقاضي يرد عليه بقوله: المحكمة تطبق القانون الذي كان مطبقاً منذ كنت رئيساً للجمهورية، وهو في حال عدم حضور محامين؛ المحكمة توكل محامين ليدافعون عنك بشكل قانوني، فيرد عليه صدام بقوله: إن المحاميين الذين يدافعون عني لم ينسحبوا وإنما أنت طردتهم! والقاضي ينفي أن يكون فعل ذلك، ويستثني محامياً واحداً لم يقدم وكالة قانونية، واستغل فرصة حديثه في خطب سياسية! وقد أثارت إجابة القاضي هذه حنق صدام، فتغضن وجهه لأول مرة! وقال: أنت جاهل! أنت جاهل! ما هي السياسة؟ هل نحن مجرمون واقفون أمامك؟ والقاضي يلاسنه، ويقول أنت متهم وأنت تتحدى المحكمة من نظراتك!!(لطالما أخافت نظرات صدام كل من يحدق بهما)

ـ أحمد خضير السامرائي رئيس ديوان الرئاسة يعترض على إحضاره بالقوة، ويقول أنا لا أصلح شاهداً؛ لأني أحضرت بالجبر! وصدام يقول له عفيه عليك ونحن أيضاً جاؤوا بنا بالقوة! والقاضي يسأل أحمد خضير: من الذي جاء بك؟ ألم تبعث برسالة تثبت فيها أن لديك شهادة؟ فنفي أحمد ذلك! وقال: أنا أرسلت لك رسالة أقول لك فيها أن ليس عندي شهادة في هذه القضية، وأنا لا أصلح أن أكون شاهداً، وأنا من الناس الذين عندهم أخلاق وتربية بحيث تأبى نفسي وأهلي أن أكون في هذا المكان(حينها سُمع صوت عالٍ يحيا العراق ولعل برزان هو من صرخ به) 

ـ حوار قصير لكنه ساخن بين القاضي وبرزان، القاضي يقول لبرزان: اسكت وبرزان يرد عليه: اسكت أنت!

ـ الادعاء العام يسأل أحمد خضير السامرائي: ماذا تتذكر من هذه المخاطبات فيرد أحمد خضير: من حيث الذاكرة والله لا أتذكر شيئاً إطلاقاً؛ لأن هذا الموضوع مضى عليه أكثر من عشرين سنة فكيف أتذكره؟! ونحن في دائرة كبيرة تدور فيها معاملات كثيرة جداً، والشيء الوحيد الذي يذكره منها هو المعاملة التي تناولت وقوع خطأ في قتل اثنين، وإطلاق سراح اثنين بالخطأ محكوم عليهم بالإعدام، وقد شكلت لجنة اعتبرت القتيلين شهيدين.

ـ ممثل الادعاء العام يعرض على أحمد خضير السامرائي رئيس ديوان الرئاسة بعض المستندات المتعلقة بقضية الدجيل، وصدام يتابع ذلك بوجوم وقلق، ويقرأ عليه التعليق الذي كتب أسفل الخطاب وهو: لن تكون الصدفة أو السهو... 

وصدام يقاطعه بقوله: اقرأ التعليق كاملاً فيرد عليه ممثل الادعاء: دعه هو(أي أحمد خضير) يُجيب.

ثم يكمل القراءة أحمد خضير: لن تكون الصدفة أو السهو أكثر رأفة منا بهمل؛ وعليه ينظم مرسوم لإعفائهما! 

فيسأله مثل الادعاء العام: من صاحب هذا الخط؟

فيجيبه أحمد خضير: هذا خط للسيد الرئيس.

فيسأله ممثل الادعاء: المتهم صدام حسين؟

فيعترض أحمد خضير على هذه التسمية! ويقول: السيد الرئيس رجاءً.

فيرد عليه الادعاء العام: المتهم صدام حسين في المحكمة.

ويؤيده في ذلك القاضي.

حينها يسمع صوت صدام وهو يقول: هذا من حقي!

فيرد عليه ممثل الادعاء العام: الرئيس السابق.

فيقول صدام لا. الرئيس الحالي!

ـ ممثل الادعاء العام يعرض ورقة خطيرة فيها تعليق لرئيس ديوان الرئاسة على قتل من أدين في أحداث الدجيل! ويسأله هل اطلع المتهم صدام عليها؟ فيجيب بقوله: أنا لا أتذكر لكن هذا الأمر يشير إليه! فقال له ممثل الادعاء: يشير إلى ماذا؟ فارتبك رئيس الديوان أحمد خضير! وبان هذا من تحريكه لفمه وتعديله لكوفيته كأنه بهذا يلتمس لنفسه جواباً يخلصه من هذا المأزق، وانتهى أخيراً إلى أنه لا يتذكر هل تم هذا الأمر أم لا إطلاقاً؟ ويعود ممثل الادعاء لمحاصرته بسؤال مباشر: هل يمكن أن تـُرفع لك قضية مهمة ولا تجعل رئيسك الأعلى يطلع عليها؟ فكان رده بأن هذا يعتمد على كل موضوع، وأنت تسألني عن واقعة محددة لا أذكر عنها شيئاً! وحطت الكاميرا أثناء جوابه على وجه صدام حسين الذي كان يبتسم استحساناً لهذه الإجابة الذكية ثم يهمس لمن جاوره بكلام لم نسمعه بالطبع!


ـ صدام يقوم بمداخلة يُنكر فيها على المحكمة تكرار أسئلتها على رئيس الديوان أحمد خضير، والقاضي ينبهه إلى أنه يُفترض به أن يرفع يديه ويقوم للمحكمة أثناء إلقائه لسؤاله بوصفه متهماً، كما أنه كان رئيس دولة، ورجل حكم يعرف الإدارة! فرد عليه صدام بقوله: إنه كان يفعل ذلك مع من يحترم القانون أما رجل لا يحترم القانون فأنا لا أفعلها معه!

ـ بعد دقائق صدام يرفع إصبعه ليقدم سؤالاً لكن القاضي ينهره ويقتص منه ويقول له: أنت ليس من حقك أن تسأل! فيرد عليه صدام غاضباً: وأنت ليس لك حق بأن تجلس على هذا الكرسي لأنك شخص تتجاهل القانون! فيرد عليه القاضي بأنه بحكم القانون يحاكمه! فيرد صدام بأن هذا ليس قانوناً بل حكم أمريكا! ثم يقول له أنت ذنب أمريكا!

ـ عواد البندر يعترض على وصف الادعاء العام لمحكمة الثورة بأنها سيئة الصيت! والقاضي ينهره لعدم استئذانه، ويقول له: من أين تعلمتم هذا السلوك؟! لكن القاضي يستجيب لملاحظته، ويطلب من الادعاء العام أن تكون أوصافهم ضمن نطاق القانون.

ـ صدام يعلق بقوله: لعنة الله عليهم! ولا ندري هل هو يقصد من قتلوا في أحداث الدجيل أم ممثلوا الادعاء أم الجميع؟!

ـ برزان التكريتي يهاجم القاضي ويقول له أنت لست عادلاً! ولا أنت رؤوف ولا رحمن ولا رشيد! والقاضي يأمر بإسكاته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التعليقات متاحة للجميع